الحرف جسد، تبث فيه الروح ما إن يُقرأ..


الاثنين، 6 فبراير 2012

ألم يبلُغْكِ ؟!




ألم يبلُغْكِ يا سودَ الليالي
بأنَّ اليومَ أسْوَدُ منكِ عتْما؟!

ألم يبلغكِ أن الشمسَ غابتْ
لعامٍ لم يُحِطْ بالنورِ عِلْما ؟!

تخـبَّطَ فيه ذو هديٍ وأَمّا
لئامُ الطبعِ عاثوا فيه هدما

ألا ليت الزمان يعود يوما
فتُجْهِضَ حقنةُ الأسقامِ أُمّا

فلم نعرفْ لظلمِ الناسِ جسمًا
ولم نعلم لإثمِ ابْليسَ إثمًا

ولم نرَ من يعيبُ الجنُّ "أنــّا
وهذا المسخَ" يجمعنا المُسمّى

أراد الناسَ تعبدُهُ إلها
وعن حكمِ الإله أرادَ حُكْمًا

وبرهان التألــُّه - جلّ ربي -
بخَلق ِبـِحاره دمعًا ودمّا

غَلوبٌ كلَّ شيطانٍ رجيمٍ
بكيدٍ بات للشيطانِ علما

ولقّن معشر الأمواتِ خُلْقًا
بأسماء الشرورِ اسمًا فإسما

فحلَّ عليكَ سخْط الله حيًا
وميتًا بئس ما قدّمتَ جُرْما

تقاصر عنكَ هجوُ الناسِ ،صُغْرًا،
ومدحًا صار ما يرجون ذمًا

أيا "فعّال" لن أزريْ بشِعري
ببيتٍ يحملُ الأدرانَ كلْما

ومثلكَ إن وُصِفتَ فلا غبارًا
وليس به سواكَ العار يُصمى

لكَ الرحمن يا شامًا كريمًا
عزيزَ القومِ في الهيجا أشمّا

وللأطفالِ ربٌّ ليس ينسَى
عصيَّ العبر إذ يُسبى ويُهمى

يقول العُربُ نصبرُ عنه حِلْمًا
وليس الحِلم ما أخزى وأدمى!

ألا يا قومِ إن الحلم مكنٌ
وكان الحلم عند الظلم ظلما

 <.. لسوريا الأبية >
.
.