الحرف جسد، تبث فيه الروح ما إن يُقرأ..


الاثنين، 11 أبريل 2011

مساحة للضمير الحي



 عاد للمنزل بعد أن قضى يومه بصحبة رفاقهـ ..
لم يكلف نفسه عناء إلقاء التحية على أمه المريضة في حجرتها ،
دخل غرفته وألقى عن عاتق ذهنه ما قد يشغله من
تنهيدات الضمير المحرقة ..
أقفل الباب مرتين
تلفت لا إرادياً وكأن عقله الباطن يدرك
أن هذا الفعل خاطئ !!
.
طفق يقلب بالمرناة فكَلَّ
ففتح حاسوبه المحمول ،
قتل داخله همسات الخير فبات قتيلاً غير مقتول ،
وحياً لا حياة له ..
لم يكتفِ بجمع الآثام وحده .. هيهات يقنع الشيطان بآثامه
ولكنه بات يجمع فوق ذاك آثام غيره من الآلاف ~
يحادث هذه ويسامر تلك ويخنق أعراض العشرات ..
ويقضي بهذا على معظم الوقت
،
تلك الليلة كانت مختلفة ..
كانت ليلاء حالكةً كلون فعاله الخادشة
فبينما يعبث بساعاته غير آبه ..
شعر بوخزاتٍ في أطرافه واسودادٍ للدنيا في عينيه
حاول استنشاق الهواء بيد أنه لم يستطع
ازرقَّ وجهه وجحظت عيناه ،
مر شريط حياته أمامه ..
ألا ليتني فعلت وليتني لم أقترف
أراد نطق الشهادتين غير أن سهام المنايا كانت أسرع !
القصة لم تنتهِ بل بدأت بحياة خلود تعيسة باع راحتها بلهو الدنيا
.
.
.
قال الإمام الشافعي :
وما من كاتبٍ إلا سيفنى ... ويُبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتبْ بكفِّكَ غيرَ شيءٍ ... يسُرُّك في القيامةِ أن أن تراه
~
رسالةٌ أتمنى أن تصل ،
فعَضُّ الأصابع ليس يُجدي يومَ الحساب
.
.
.