
ما أجملها من ماسات !
تهطل فتُهْطِل بهطولها أشكال الهموم ؛
لتذر اللب متأملاً جمالها بذهنٍ صافٍ ..
جلست أتأملها باندماج ، فإذ بذهني يسرح بعيداً
ليخترق حبات المطر إلى السحب الممطرة ..
تلك الأمطار الغزيرة كانت بلحظة مجرد أبخرة ماء مشتتة ،
ورذاذ قطراتٍ مفتتة ~
ثم شرد ذهني لما بعد السحب .. إلى أبعد بكثيـــــــــر ..
إلى حكاية الحياة التي لا تفتأ تعيد شريط قاعدتها ،
إلى حيث كل شيءٍ يبدأ صغيراً ثم يكبر ،،
فلا شيء على حاله يبقى ..
ولا حال بما هو عليه يُسقى !
كذاك صدر الإنسان حين تتراكب فيه الهموم ،
وتتكالب عليه السموم ،،
فلا غرو أن يزداد حيِّزها فيهـ ..
ولا عجب أن يأتي اليوم الذي يصرخ به القلب منفجراً
- إذ لا بد من ذلك -
ولسان وضعه يستنكر علَّه باستنكاره يبلغ خيطاً يعلق عليه ما
بقي فيه من خيال أمل كان في يومٍ أملاً ..
لا شكـ صرخة القلب مكسب ،
فهي فضلاً عن إراحته تُخرج الإنسان من دائرة الـ"ـنعم" الضيقة ،
إلى رحاب حرية الرأي والتعبير عنه ..
أجل ،، قد تسلب الأوضاع من بلدٍ قوة الجيش ،
ولربما تأخذ من إنسانٍ لقمة العيش ،،
لكنها لن تسرق لسانه الناطق أو فكره السابق إلى التعبير عن معتقداته أو المطالبة بحرياتهـ ..
هناآآ
أسجل إعجابي بكل شخصٍ أبا أن يكون رِقاً للـ"ـنعم"
ورفض أن يكون ذليلاً لمفهوم الخضوع تحت مسمى المجاملة الزائف ~
لتعِش مواقف الشعوب العربية الشقيقة ..
وليسقط كل من كان سبباً في سلب حقٍّ لإنسان أو إيقاظ غفوة لحرمان !
ولا أكثر تعبيراً ولا أصدق من أبيات الشابي حين قال :
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ... ولا بد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة ... تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات ... وحدثني روحها المستتر
ودمدمت الريح بين الفجاج ... وفوق الجبال وتحت الشجر :
إذا ما طمحت إلى غاية ... ركبت المنى ونسيت الحذر
ومن يتهيّب صعود الجبال ... يعِش أبد الدهر بين الحفر
فعجت بقلبي دماء الشباب ... وضجت بصدري رياحٌ أخر